وَ لكَم يكون الشتاء قاسياً على من تراودهم الوحدة .. وتحيطهم بِؤُنسها !
يكبّلهم على اثر مواجعهم ، وفي تقييدهم رغماً عنهم رضوخٌ واستسلام لتلك الحقيقة .. “أنت ولا أحد “.
ستغلق الأبواب وتُفتح أبوابٌ أخرى داخلك !
وهنا تحاول اشغال نفسك بأيٍّ كان ؛ لئلّا ينفرد بك كل هذا الحجم من البؤس والملل !!
سَتفكّر في مشاهدة شيءٍ ما .. أو تفريغ طاقاتك في التهام كل ما تطوله عيناك !
أظنّك الآن قد استحضرت سبب تهافت الناس على المخابز والمحال الغذائية والالتفات الى ابتياع
أفلامٍ جديدة ..! قد يجدي ذاك معهم ويعبر بهم الى قضاء عطلتهم بسلام ، لكن معك ، كل ما سبق
من جهود يذهب أدراج الرياح .. ما برحتك خيبتك ! ففضلت قسراً اجازة حواسك و تعطيل دوام ذاكرتك
بالنوم وحسب ! أقصد الهروب ولو قليلاً واستئناف العرض لأنه بات ثقيلاً على قلبك ..
بعيداً عن تراجيديا كلاسيكية محفولة بعزف كمان بطيء ..!
فالثلج الأبيض ناصعٌ صادقٌ في مكاشفتك ، انسانيتك تفرض عليك أن تجد واقعاً ليس كما
” أنت وأنت ولا شيء الا أنت ” !! فلا يجب ان تبقى يدك معلقة في الهواء …
ولَأنت أضعف من الاستغناء والاكتفاء بالضمير منفصلا ..
فلا تطيل انسحابك ، ولتتخلى عن تلك الراية ؛ انها لا تشبهك !
* عند برود قلبك لا تنسى تشرد أجسادهم !
فأغثنا يا رب ، وأغثهم
وآوي من لا ملجأ له الّاك
الهي نحمدك . *