منذ بداية خلقك وانت تمشي في متاهة الحياة بحثا عن نفسك ولا تجدك ،
تتوه كثيرا و تتوهم أنك حللت هذه المتاهة ولكن عبثا ، لا لم تجدك ..
منذ بداية خطاك لم تفكر حتى أن تنظر خلفك لترى اذا ما كنت تركت خلفك خطوات تثبت أنك قد كنت يوما فردا على هذا الكوكب ، لتثبت للجميع انك قد كنت على قيد الحياة يوماً ..
لكنك عندما نظرت خلفك لم تجد شيئا ،
أليس من الغريب والمخيف أن تمضي حياة كاملة وتفارقها دون أثر لك على جبين هذا الكوكب سوى قبرك ؟؟
حتى قبرك يعد عبئا جديدا ، فكم من النباتات كانت ستنمو و تأكل منها حيوانات اخرى ، و لربما هذه الحيوانات ستموت وتكون بعد ذلك نفطا ثمينا،
تباً لك ، نعم تباً لك … حتى في موتك قمت بسرقة برميل نفط من أبناء الكوكب القادمين.
انت تعلم أنه لك الخيار بأن تكون في الدرك الأسفل من هامش الحياة أو هناك في القمة ،لكنك انت تائه ، هي تائهة ، وهو أيضا …
حتى انا تائهة جداً،
أتعلم من المتعارف عليه أنّ الشخص عندما يتوه يكون في حاله بحثٍ عن شيءٍ محدد ومعروف…
لكن ما يخيفني في حالتي أنها تتفوق التيه حتى، لأنني لا أعلم عن ماذا ابحث ولا ماذا أريد..
لكن كل ما أعرفه حقا هو أنني أريد من الحياة أن تعطيني حقي.. حقي بأن أعيش كما يجب ،، أريد منها أن تعطيني ما يكفي من أدوات النجاة لانجو من الغرق في سخافات هذه الحياة..
يا إله الكون كيف لنا أن نفهم هذه الحياة، بكل ما فيها ؟
كيف لنا أن نعبر نهر التعلم من ضفة الجهل إلى ضفة المعرفة دون الغرق به ، كيف!؟
حسنا ، سأصنع من إيماني بك قارب ، و سأصنع مجاديف هذا القارب من إرادة فتاة لم تعد تريد أن تكون مثلها كَ مثل أي إنسان على هذا الكوكب
وسوف أقوم بملء قاربي ب اسطوانات من الأمل لاتنفسها كل ما ضاقت بي الحياة..
هل هذا يكفي، هل هذا يكفي يا الله لأعبر ولانجو من أسماك الفشل و تماسيح الجهل وموجات الاستسلام ؟
انت تعلم يا الله وحدك تعلم أنني لا اريد ان اكون انسان بلا خطى، أريد أن أترك بصمة غير قبري بعد موتي فكن معي.