طبطبت على روحه برفق كي يهدأ..
حاولت جاهدة أن تخفف عنه.. أن تحمل جزءاً من تعبه معها
ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل فها هو صوت بكائه يعلو ودموعه تزداد انهماراً
ابتعدت قليلاً وجلست تفكر..ترى ما الذي حدث ؟ ما الذي فجر ينابيع عينيه بهذه الطريقة ؟
تركها في حيرة من أمرها..تأخذها الأسباب يمنة ويسرة علّها تجد حلاً لما وقعت به
عادت بشريط ذكرياتها إلى أولى أيامها معه
لربما وجدت خيط إبرة أو طرف نور
لربما اهتدت إلى ما سقط منها – سهواً أو عمداً – في الطريق
لربما عثرت على ما ضاع ” منها ” !
لم تجد..لم تهتدي.. لم تعثر..
لم يزدها ما فعلته إلا حيرة..بعثرّة.. وضياعاً
وحين عزمت أمرها بأن تعاود الحديث معه مرة أخرى وجدته يتقدم نحوها
بخطى ثابتة..وعيون جميلة قد ذبلت ~
عندما أتت لتتكلم استلم هو زمام الكلام منها
لم يبدأ باللوم مع أن ما به كان من يدها
لم يبدأ بالعتاب مع أن دموعه لم تكن لتنساب لولاها
بدأ بكل رفق وود وحب
ذكرها بكل جميل فعله وما قابلته به من نكران
ذكرها بكل إساءة منها ومع ذلك قابلها بالإحسان
تحدث كثيراً..كثيراً ..
وكعادته لا يستطيع البوح دون دموع..
ذُهِلتْ !!
كيف يمكن ” لقلب ” أن يتذكر كل هذا ؟!
أتذكر كل ذاك وأكثر !
وما نفع الذكرى الآن..
لم يعد يجدي أي حب..
لم تعد تجدي أي ذكرى..
لم يعد يجدي أي بوح !
أرجوك أرشدني إلى حل أمسح به ما سببته لك من آلام
أداوي ما رسمته عليك من خدوش
قل لي لو كلمة !
ابتسم ابتسامة..ربما كانت ابتسامة خذلان…هي لا تعلم..
ونطق بآخر ما نطق..ومضى
وليتها علمت أن ذاك كان آخر بوح منه..آخر دمعة وآخر حرف
ليتها علمت لتعلّمت !
لتعلمت كيف تعتني به..تحافظ عليه
لتعلمت كيف تخبئه ممن يمر عليه ولا تظهره إلا لكل غال
لتعلمت أن تستودعه كل ليلة لخالقه فهو خير حفيظ عليه
هو خير من اعتنى به
اعتنى به ﻷجلها وﻷجل روحها التي يحب
لتعلمت الكثير ولكن..
من يومها لم يعد لها قلبٌ يهوى القرب..
لم يعد لها قلبٌ يهوى البوح..!
فيها مسحةٌ من ألم ~
أبددددعتِ ❤
ياسمينة قلبي :”) ♥ ~