حورية شاطئ الملائكة ..
-لست بحورية !
-لم أنآ ?
لم رميت ببحر , أملأ الجرآر منه لأفرغهآ فيه ?
لم إن اقتربت سفينة من شآطئي , أرسل ملآئكتي – ترنم لهم ترآنيم تصم آذآنهم ,, فيولو بعيدآ عني !
– كيف وجدت و مآ من أحد غيري ..
– لا أرى سوى وجوه ملآئكتي , و عوآصف هوجآء و بقآيآ سفن تحدت بحري ?!
حوآف شآطئي مليئة بملآئكة متحجرة , ألقي عليهآ لعنآتي المستمرة ,, مآ ذنبهآ إن كنت رميت أنآ هنآ ~
-صوت سفينة أخرى ..
أوووه رحمآآك إلهي ..
بشري يغني !!
موسيقى سآحرة !!
ملآئكتي عآدت ,, السفينة لم تولي !!
– أسحر ذآك الأحمق ملآئكتي ?!
– إن وصل شآطئي هل سيرآني ?!
– أريد رؤية وجوههم ,, مللت الملآئكة ..
– وصلو , مآلي لآ أرآهم !
– أقدآمهم تطؤ شآطئي , يتحدثون فرحين ,,
مآذآ يحل بي ! لم ذيلي يتلاشى ?!
أسحب بدوآمة في بحري الهآئج ..
-أووه .. شمس , أشجآر , أين أنآ ?!
أين الظلمة , أين الملآئكة المتحجرين , أين ملآئكتي ?!
– يآ الهي مالي أحس بأطرآفي غرآبة عجيبة ?!
– مآ هذآ , قدمآن ?!
– أبشرية أصبحت ?! أزيلت اللعنة عني ?!
أكآن غنآء ذلك الشآب سبب زوآلهآ ?!
علي شكره إذن !!
(أتعرقل بحجر , فأقع)
-حسنآ , لآ زلت جديدة على هذآ ..
(يصيبني حجر مرمي)
و إذآ به طفل قد بلغ السآدسة أحسست بنظرآته أن يقول لي , اتبعيني !!
فابتعد عن نظري , تابعت السير و إذآ بكثير من النسآء و الأطفال و الرجآل يقطنون ذلك الشآطئ ,, فتأتي فتآة مسرعة , تغطيني بملاءة بيضآء و تهمس تعالي معي / أنتي بخير , لآ تقلقي !
(لم اشعر بارتياح , هم بشر و أنآ — لآ أدري )
-تأخذني لغرفة ,, أنشف بهآ شعري و أتنآول معهآ بعض الطعآم ..
– أيعقل أني انقلبت عن بشرية و عدت لطبيعتي ?!
(أسرح شعري و بآلي منشغل بذلك الصوت)
– أنتم تسكنون هذآ الشآطئ ?!
-نعم ,
– منذ متى ?!
-منذ الأزل فقد كآن جد جد جد جدي يسكن هنآ و لكن ,!
ثم سآد سكون ..
-أكملي –
-لم نكن لنسكن هذآ الشآطئ لولا تضحية فتآة بنفسهآ ,,
ثم سآرعت بالسؤال :
-كيف وصلتي ?!
(فتراودني شكوك , هذا شاطئي و هم عليه أيضآ و لآ نرى بعضنآ ,, ما الذي يحصل ؟! أهو بعد آخر لعالمي , ما الذي أدى لتداخل الأزمنة و الأماكن ؟! يا إلهي .. أحلت لعنة أم كسرت ؟! )
-فأجبتهآ بصوت منخفض , تحطمت سفينة كنت على متنهآ و استيقظت فوجدت نفسي هنآ ..
(فهرعت أسألهآ دون إعطآئهآ مجآلآ للرد علي)
أبقريتكم عرآف ?
فاحمر وجههآ و قالت :
نعم مآ شأنك تطلبينه ?!
– عندي طلب له
(فسآقتني لدربه)
و إذآ به بلون لحيته الشائبة , صحيح البنية , طويل القامة , قد تجآوز عمره قرنين أو ثلآث ..
فجلست أمآمه و كأنه قآض علي ,,
-أنتي ضآئعة , تدآخلت عليك الأزمنة !
-نعم أنآ كذلك
-أرى أن الأجسآد تدآخلت أيضآ !
ذهلت ,, أوه لن تدوم أقدآمي , سأعود حورية !!
(وكأنه يقرأ أفكآري)
-عليك بإيجآد الشآب ذي الصوت اللذي سمعتيه , فإن تزوجتيه زآلت اللعنة .. و طلب خصلة من شعري, كأجرة له , فقصهآ بمقص كآن عنده فشعرت برأسي يضطرب و إذآ بعينآي ترى سرآبآ , فعين ترى ما كنت و الأخرى ما أنآ الآن !!
ثم يعود كل شيء كمآ أنآ عليه الآن ..
(خرجت مسرعة أسأل الجميع عن حآلهم لأسمع أصوآتهم بلآ فآئدة — إلى المغيب, فأجلس كئيبة ألقي الحجآرة في البحر لأرى دويهآ ..)
و إذآ بيد تربت على كتفي ..
فألتفت ,,
فيقول لي العرآف : لن تجديه مبصرة , فيعطيني قماشة بيضاء لأعصم عينآي بهآ ..
– عآودي الكرة غدآ ..
(يظهر مقصه الملعون ليأخذ خصلة ثآنية )
فأشعر بملآئكتي تستنجدني,
-عودي..
– أستيقظ صبآحآ و قد غطآني الرمل ,, أوه يوم عآصف !!
فأعصم عينآي و أتسمع الأصوآت ..
(لكن مهلآ معصوبة عينآي و أرى الملآئكة تبكي و تبدأ بالتحجر ..)
-أسأخل بنظآمنآ الكوني إن أصبحت بشرية !!
و فجأة ,,
أسمع صوت ذآك الشآب ,, فأتجه له مسرعة و أمسك به , مزيلة ما على عينآي و أطيل النظر إليه دون النطق بحرف وآحد !
-أوه مآ أجمله ,, أهو حقآ بشري ?!
صوته أغوى ملآئكتي , أخل بتوآزن عآلمينآ , من هذآ !!
فأشعر بعينيه يتوهجآن , ليس بشريآ , ملآك إبليسي ربمآ !!
(ملآئكتي يا ترى مآ بهآ الآن , لم أعد أمل ما كنت!!)
فيمسك الشيطآن بيدي ,,
– عزيزتي , طآل بحثي عنك , تعآلي علينآ جعلك تبدين لآئقة للزفآف ..
و تأتي من خلفه فتاة مغتمة تملك عينيه المتوهجتين , فأهمس له
-ابتعد , لا أريد الزوآج منك !
فيسلط عينيه الحمرآوين بحدقتي ف أشعر باتسآع حدقتيه ,, فيسرع العرآف بقص خصلة ثآلثة من شعري فأرى ملآئكتي بيننآ ,, و أشعر بجسدي يتزحزح و كأن المكآنين يتقاتلان علي ..
فأقع أرضآ و إذآ بي أستيقظ عند المغيب , أرتدي فستآنآ أبيض اللون طبقآته كثيرة و شعري الأسود منثور خصلاته مبعثرة فالبعض منهآ أطول من الأخرى ,, فأقوم مذعورة و أخرج من الغرفة و إذآ بتلك الفتاة بوجهي ,,
-لن امنعك , اذهبي و هذآ سرنآ ..
– و إذآ بالشمس بنفسجية و لون البحر يزفرد ليصبح لآزورديآ ,, فتكشف لي وجوه ملآئكتي تقص لي الأحدآث من منظور آخر ..
-أوه لآ ..
أنآ اخترت حيآة الحوريات و ضحيت بشريتي الفانية بأزلية للحفآظ على عذوبة حيآة البشر القآمعة !! أأهلك لشيطآن ?!
فأتوجه لميآه البحر و إذآ بالعصبة تأتي من بعيد و تأمرني ملآئكتي بوضعهآ , فعصبت عيني و تبعت صوت ترآنيم ملائكي , فلحق بي الشيطآن , لكن فآت الأوآن , فأحسست بجنآح عند قدمي و صوت يتمتم
-اصعدي
فأصعد و أزيح العصبة عن عيني و إذآ به حصآن طآئر ,, فأرى خصلآت شعري على رأسه !!
فأقرب فمي من أذنه .. أأنت العرآف ?!
فيضحك ..
-نعم أنآ ملآكك الحآرس, سيطر علي الشيطآن فكنت سببآ بالتدآخلآت ,, اعذريني ..
فأنظر للأسفل و إذآ بتلك الفتآة ترتدي فستآنآ أبيض و تضع عصبة بيضآء .. يقتلهآ الشيطآن فتلفظ أنفآسهآ:
-و بفستآن أبيض و عصبة بيضآء قتلوني ,, رميت ببحر أملأ منه الجرآر و أفرغهآ بعيدآ !!
(حزنت,, كآنت الحورية السابقة لي)
ثم…
ثقب أسود يفتح بالسمآء البنفسجية ..
فندخله , و إذآ به يأمرني بتغطية وجهي
فأشعر بنفسي أسقط من ارتفآع شآهق ..
جسدي يتمزق , يتمدد , يتخخلله الهوآء القآرص ..
فأهوي و أزيح العصبة ,, فأرى عتمتي اللذي عهدت
و ملآئكتي تحمل مهدآ من حجآرة نآعمة ممسدة ,, لأرسي عليهآ ..
فتتلقفني و تضعني بالقرب من ملآئكتي المتحجرة , فأزيل لعنآتي الملقآة عليهآ ..
و الآن لست حآنقة عليهم , فهمت سبب الوجود
و آه يآ ذيلي كم اشتقت لك …
و يآ جرآري ,, فلنكمل مآ بدأنآ ..