عَجباً هُدوءَ حَياتِنا يَتَقلّبُ
والأمْنُ مِن جَفنِ البَريّةِ يُسْلبُ
كُنّا نَعيشُ وللسّلامِ ظِلالُهُ
فينا ومِن ماءِ السّعادةِ نَشربُ
واليَومَ في كُلِّ البُيوتِ فَجيعَةٌ
لا أُمَّ غَادرها البُكاءُ ولا أبُ
لا زِلتُ أسأَلُ عَن هُدوءِ حَياتِنا
فَمتى يَحلُّ على القُلوبِ فَتُطربُ
آهٍ على ماضٍ غَرسنا مَجدهُ
عِزّاً بأقلامِ الكَرامةِ يُكتَبُ
للنّاس كُنّا قُدوةً مَتبُوعةً
واليَومَ في أرضِ الأسى نَتَغرّبُ
أوّاهُ لو رَجع الزّمانُ بأهلهِ
والأرضُ بالدِّين القَويمِ تُطَيّبُ
تَتكّدّرُ الدُّنيا ويَذبُلُ وَجهُهَا
ويَغيِبُ عن جَدْبِ الحَياةِ الصَّيِّبُ
مِن ظُلمِ أهلِ الأرضِ تَبكِي صَخرةٌ
ويَنوحُ غُصْنٌ للعَدالةِ يَطلُبُ
ماضٍ نَحنُّ لهُ ونَعشَقُ ذِكرهُ
كُنّا مِثالاً للحَضارةِ يُضرَبُ
شَمسُ الكَرامةِ أشْرَقت بِبلادِنا
واليَومَ تِلك الشّمسُ فينا تَغرُبُ
يا أُمّةَ الإسلامِ عزُّكِ شَامِخٌ
فَلْتَنهَضي بِعَزيمةٍ لا تُغْلَبُ
حَتّى يَعودَ لَنا بَريقُ حُضُورِنا
في عَالمٍ بالمُلهيِاتِ يُغيّبُ
إنّ الهُداةَ قَادِمونَ بِوَعيِنا
ولِعَدلِنا هذهِ الدُّنا تَتَرقّبُ
~ ..