كُوبٌ مِنَ المَاءِ ، حبَّاتٌ منَ الرُّطَبِ
وقَهوةٌ سُكِبَت مِن خَالِصِ الذَّهَبِ
والشّمسُ تَمشي الهُويْنَا نَحوَ مَغرِبها
تَجُرُّ ثَوبَينِ من ضَوءٍ ومِن لَهَبِ ~ ..
المَاءُ والطّينُ عَادا لأصلِهِما
فالرُّوحُ رَيَّانَةٌ والجِسْمُ في نَصَبِ
كَأنّمَا سَنَّ فيها اللهُ سُنَّتَهُ
أنّ الثّرى للثّرى والسُّحْبُ للسُّحُبِ
لَكَم نُغالِبُ في الأيّامِ مِن كَبَدٍ
نَظُنُّ أنّ هَنَاء العَيْشِ في الغَلَبِ
حتّى هَرَبْتُ لِبَابِ الله أطرُقُهُ
وقَد وجَدتُّ أمَان القَلبِ في الهَرَبِ
ومَا الهَناءُ سِوَى نَجْوَى يُسِرُّ بها
وَجِيبُ قَلبٍ لِغَيْرِ اللهِ لَم يَجِبِ
فَلا تَرى غَير أوّابٍ ومُبْتَهِلٍ
ولا نِداءَ سِوى يَا رَبّنا استَجبِ
حَوْلي طُمَأنِينَةٌ تَغشَى سَكِينَتُها
والرُّوحُ سابِحَةٌ في عَالَمٍ رَحِبِ
يَسرِي الأذانُ كَما الأنْسامِ باردَةً
رَقْراقَةً تَغسِلُ الدُّنيا مِن التّعَبِ
لِتبرَأ الرُّوح مِن ضِيقٍ ومِن كَدَرٍ
ويَبْرأ الجِسْمُ مِن وَهْنٍ ومِن سَغَبِ
كأنَّني أملِكُ الدُّنيا بأجْمَعِها
وما بِقُربِي غَيرُ الماءِ والرُّطبِ ~ ..
كلمات : أحمد المنعي