أرشيف الوسم : الحياة

جالساً في الحديقة العامّة تحتَ قطراتِ المطرِ، محتمياً بمظلته و مستنداً إلى عمود الكهرباء القابع كسدّ خلف الكرسيّ المهترئة أطرافه. جالساً و سابحاً في دنيا أخرى لا يعلمُ إلا القليلَ عن تفاصيلها، تقريباً بمقدار ما يعلمه عن دنياه الأولى. جالساً لا يفكّر، لا يمسك كوباً من القهوة الساخنة و لا سيجارةً شارفت على الانطفاء، جالساً هناك بعينين تجوبان الفراغ و تمشطانه بحثاً عن المزيد من الفراغ. يداه قد انصبغتا باللون الأحمر الذي يكشف محاولة جسده إنقاذهما من …

الحياة و أنا .. لا أدري أي منا يضيق بالآخر !أحيانا أساوي نفسي بالعدم تماماً..لا شي سيحدث إن ُدُسِستُ في التراب الآن أو بعد ربع قرن .. لن أفعل شيئاً أكثر مما فعلته اليوم .. و لن أحصل على ما تمنى فؤادي الأحمق يوما .. ليخرس كل حلم ينوي حشو أذني بألحانه الوردية الخادعه ! اتخذتُ كل أسبابِ التحقيق فأجابني القدرُ بالمنع .. فاطمأن قلبي لاختيار الله !لو كنت مهيأة لعظيمِ أمرٍ للاحظتُ ذلك صدقوني …

أجرب الخروج من حياتي أقف في زاوية محايدة مطلة أستشرف فيها عامة حياتي أرى لمسات القدر تحرك كل شيء أعجب لهذا الترتيب لا شيء ثابت كما كنت أظن لم تقم هذه الحياة على أحد لذا لم يهدمها خروج أحد فسرعان ما استبدل مكانه بمناسب آخر ولعله أنسب من نظرة شمولية أجد أنها ملأى بالتجارب بالاختبارات بحواجز التصفية تجارب كسرتتي تجارب دفعتني تجارب حلقت بي إلى اللا معروف لا أندب أيا من هذه التجارب كفعل غيري …

لا أعرف كل شيء مهيء ألا تكون فيه و تتخلى عنه تماماً, كل شيء يترك لك صدى في مكان أن القادم سيكون أشد لا محالة, كل اشارات السماء تخبرك أنها لا تكترث بأمر أرضك المجدبة, طالما تجرعنا الملح, من قال أن جرعتين سكر على مدى عمر بأكلمه قادرة ان تنسيك كيف كنت تشتم الملح حتى ألفته ؟ صدقني أنا لستُ أدري إلى أين أمضي, غير أني أدرك جيداً الزاوية التي أتخذها لذاتي بعيداً جداً حد …

  أذكر قبل 10 أعوام , كنتُ إذا سُئلت أين أرى نفسي بعد عشر أخرى .. كنتُ أحلم , أرجو , أتمنى .. لكنّها لم تكن مدرجةً في سلسلة أحلامي يوماً ! لليوم لا أدري ما الذي جمعنا .. لكنّي أكاد أجزم أن شيئاً لن يفرّقنا ! قَدَري هي ومصيري .. والرضى بها هو خياري الوحيد ..   العِمارة .. ليلى أنتِ وأنا العاشق المجنون  !!

في طريق ٍ لا نهاية له ..تشدني خطواتي للأمام ..تشدني خطواتي ولا أعلم إلى أين ستنتهي بي ..أمشي بين خطوة ٍ وأخرى بكل توحد ..متوحدةٌ في عالم ٍ ليس لي .. ومكانٌ ليس لي .. ولا أنتمي له مشيتُ إلى أن وصلت لظلال الياسمين مشيت إلى أن رأيتُ قدماي وضعتني  بين أُناس ٍ أراهم غرباء أفتقد نفسي بينهم .. فلم أعد اعرف أين أنا ..!! ومن أكن هناك ..!!يتسلل الحزن على ملامح وجهي .. فابتسامتي زائفة …

تبدأ كنسمة باردة في صباح صيفي … تبعثر شعر فتاة وردية العمر …. وتشد على يد طفل شد حبل طائرته الورقيه … هي حلوة المذاق مع فنجان من الشاي في شرفة الجدة … ووقعها كقطعة حلوى تذوب مع الشاي … هي هدهدة أم جديدة لطفلها الاول … لا أحد في العالم سواهما .. لا صوت آخر غير صوت وليدها … ولا ضجيـــــــــج !!!! هكذا تبــــــدأ …. تلك النسمات الباردة تغدو أبرد … وذلك الصيف العليل …

بعض الطرقات تلون حياتنا وبعضها الآخر نلونه … بعضنا يمشي حاملا فرشاة من أحلامه ﻻ ينفك يرشق الألوان في طريقه … ثم يسلكها آخرون فيعيشون أحلامها بطريقتهم … قد يضيفون ألوانا ويطمسون اخرى … لكن تلك الطريق ما تزال تحتفظ بكل خطوة همست بها أقدامنا وقلوبنا الحالمه … تبكيها وتبكينا … طرقٌ أخرى وسُبل شتى تذكرنا … تذكر لوحة قد تعني لنا الكثير … وﻻ تعني لها شيئا … أو ربما نغمض أعيننا عن كل …

وحيث النور سيسير قلبك آمناً مطمئناً عالماً بحدود ظلك عارفاً بمدى خطاك حيث النور لن تستقيم ستميل مع الماء في إنعكاس دمعتك وفي عتمة الأيام ستبتسم كما الفجر ولن يهمك حيث النور ستعيش وحيداً ترسم الغائبين في أماكنهم تربط العالم بمسافاته الأبعد وتُعيد جغرفة الحياة وتمدها بفوضاك حيث النور لن تطيل المكوث لن ترَ الماضي عائداً من الطريق نحوك ستتطلع إلى البعيد الذي لم يقربك وتنادي أن تعالوا : أيتها النجمة المكسورة في عيني أيها …

و من يكرَه المطر … من ذا يسخطه انحجاب الشمس بعد طول سطوع ! و  من ذا يُكًدّره مرأى المياه ! و من ذا الذي يغضبه انتعاش الحياة ! لكنّما لكلّ شيءٍ فضائل و مساوئ , و للأرض الذي يترعها المطر , بضعُ من فضائل . لكن أسوأ ما يسوؤها أنها لا تريد أن تبتلع الماء الذي سقيت بعد طول ظمأ , و طول انتظار . و لربّما هذا الذي نفرح به عذاباً أرسله الله …