كيف للخيانة أن تطرق باب الدهشة ، في احدى حجرات كياننا العاجز .. و قد رسمت بقبضتها الباطشة جدران حياتنا الأربعة؟! …..كبّلتنا في قعر بئر الوهم …. نغرق في غياهب الظلام….. نتخبّط بين لوحاتها الملونة ، بألوان ….السلام…. الحرية…. الحياة !! ……… و نعيش على قيد موت مقنّع …. انتحل شخصية الحياة .
باحدى يديه يشير الينا الكون بأصابع الاتهام، فيوقعنا في بحر الجريمة………و بالاخرى يمدنا بأطواق النجاة…. كيف يكون لممثلٍ ….دورين في مسرحيةٍ واحدة؟!…………. .. لم نكن نعلم ان الجوع جريمة لا يغفرها التاريخ……… جوعٌ الى وطن ……… جوعٌ ترك قلوبنا عاريةً …. تطرق قضبان قفصها مستنجدة بذرة روح عابرة ….. تهمس في اذنها كاذبةً في حلم جميل بأنها ما زالت حية ………… فما فائدة قلب بلا روح؟!!! ……. لم يوقنوا بعد أن رائحة الفجر في بلادي …. هي الروح ……..لم يعلموا أن جسدنا هنا ..و روحنا هناك…….. وأن للبُعد دروسٌ تلعن النسيان ….و أن الشوق معلم الحب و الاخلاص
فقصيدة حياتنا … بيتٌ … ضَرْبه غربة…. و عَروضه غربة ……. و حشوه مغترب …. ترك السطور و عاش في اعماقنا منذ الازل ……. فكل الشعوب لنبضها قلبٌ …… و نحن لنبضنا قلبان ……. قلبٌ.. و غربة ……….. نكبر ….. فتكبرُ الغربة حلماً في جوف طفولة ضاعت هويتها في جبروت صمود غزة ……..تَكبرُ عنقودَ اخوةٍ على جدران كنائس بيت لحم ……..تكبر عروساً أضاعت طرحتها على شطآن يافا……و سلاماً في سماء القدس….. و دفئاً في احضان الخليل و نابلس وجنين و طولكرم……….ستنمو هذه الغربة زيتونةً على أعتاب الزمان …. في زيتها مصلٌ للحرية ..
لن تنتهي حكايات جدتي …..سيبقى صداها يتردد في ارجاء الكون مدويّا ………. و سنستلّها يوما خناجراً … نقطّع بها حدود الخريطة