في ذات يوم من الأيام كنا في أرضنا نمعن نظرنا بأشجار الزيتون , نروي ترابنا بعرق جهدنا , تغازلنا خيوط الشمس وهي غائبة , نطرب سمعنا بزقزقة العصافير وصوت أمواج بحر غزة , واذ بدبابات الغزو الصهيوني تصمم أن تضعنا أسرى في سجون الاحتلال تريد أن تضعنا أسرى في سجن العروبة بكل عنفوان , تستطين أرضنا تطالب بحقنا مستنكرة واجبها تجاهنا , تقمعنا من جذور الأرض ليصبح اليوم الثلاثيني من كل آذار يجمعنا بعرس الأرض.
فهذا اليوم صرخة في وجه الاحتلال كي يتذكر نحن لن ننسى ولن نتوارى عن حقنا, فهذا اليوم يحيي حبك يا وطني في قلبي ينشأ وطنا أتجمله أتمنى أن ألقاه.
أسيكون هذا اليوم كما قبله من الأيام ؟ أسيكون ككل سنة تتوارى الأمنيات و تتسابق الأدعية لتعبر السماوات و الاعتذار لك سيدتي ويبقى القلم يسطر ويسطر والقلب يتألم . فلسطين فأنت أمي وأنا يتيم لولاك , فأنا جائعة لن أسغب حتى أتناول برتقالك فأنا ظمأنة لن أرتوي حتى أشرب من بحرك , أتمنى أن أتجول بين قراك , أن أتجول بين وجناك , سئمت من أن يبقى السائح يتجول بين ضحاياك – في حين أنا أتمنى أن ألقاك – وهو يتلذذ من ثمارك سئمت من الشتات والانقسام , فقد طال اللقاء .
أن ابن فلسطين لن أعلن لك يوما فيومك جميع أيامي , سأصرخ بأعلى صوت وأقول : أن ابن فلسطين ولن أتخلى عنها , لن نكون الحق الماضي الضائع . حق العودة , حق أطالب به لمماتي , رسالة أجدادي ومفاتيح العودة في جعبتهم سنحييها بقلوب الأطفال لن نتخلى عنها سأواري رسالة أجدادي ” مفتاح العودة معي واحنا راجعين يا سيدي عن أرضها مش رح نتزحزح ” ما أصعبه من حمل تركتني وحيدة أسيرة بين حلم العودة والدعاء على المغتصب . أعذريني يا أم الشهيد , أعذريني يا أم الأسير فوالله لأكون ابنك وأرجع حقك المغتصب , أعذريني عن العروبة والانسانية , أعذريني نيابة عن الضميرة العربي .
قد نبتت أشجارك يا وطني من دمع أمهات الشهداء , صبر أسراك , زغاريد الأمهات باقي حبك يتسلل عبر شرايني ما بقي من الزعتر والزيتون ما بقي من حكايا جدي ما بقي من أمل في حق العودة . يا أمي دم الشهداء في عنقي سأحمله و أحمل خطية أطفالك في عناق بلاد العرب أوطاني فيا أم انتفضي و لا تخش رصاصات و غضب الصهيوني .
كفى حزنا أيا أماه , ضميني فأنا مشتاق بعدد شجر الزيتون وتقطر دماء الشهداء , بعدد أسراك , بعدد شتات أبنائك , بعدد المؤبدات التي أسرت أحباكِ , بعدد شوق ضناكِ لحضناكِ . و ان مت على أرضك فلا تمشِِ ورائي باكية بل زفيني الى عرش الرحمن مزغردة , فأنا مبتسمة لأني مت على أرضاكِ , ضميني بين أضلعك , هذا الموت يبني جشر عودتنا … لا تستمعي لغدر العروبة , كم آذار يا شعبي سيجمعنا بعرس الأرض في اليوم الثلاثيني ؟ على هذه الأرض ما يتسحق الحياة على هذه الأرض سيدة الأرض أم البدايات أم النهايات