تساقط المطر خفيفاً بادئ الأمر , ثمّ أخذ يشتد و يطرق نافذتي بازعاج ..
تركتُ مكاني , ووقفتُ أمام النافذة أراقب قطرات المطر , و هي تهوي على الزجاج بقوّة .
و نظرتُ الي الطريقِ المظلم الخالي , فما رأيتُ شيئاً الا بِرَكاً من الوحل و الطين … كان القمر يختفي خلف السحب السوداء … و الضباب كثيف .. لكنّ نوراً هناك , كان يأتي من بعيد .
من قلب الظّلام , و الضّباب و المطر , كان النّور يتحرّك و يقترب , و عندما اقترب بدأ النور يختفي .
ووصل الي حافّة نافذتي و هوه منطفئٌ تماماً , و تهالكَ هناك , و راحت حبّات المطر الغاضبة تجلده , و تلسع وجهه بلا رحمة ولا هوادة …
و بدا هو منهكاً …. ضعيفاً … خائراً ..
و رفع بصره اليّ , كان يحمل في نظراته كل الرّجاء و التوسّل .
تطلّعتُ اليه … و هممتُ أن أفتح النافذة … لكني تراجعت و نظرتُ اليه معتذراً … و انسحبتُ الى فراشي , فراشي الوثير الدافئ …
و أغمضتُ عيني … و نمت …
و كان هو هناك , قد تهدّم تماماً , و خارت قواه , و بدأ المطر يتحوذل الى عاصفة , اجتاحت الطريق … و بعد قليل خمدت أنفاسه اللاهثة ..
و انطفأ في عينيه النور …
الوسومالسحب الشتاء الضباب الطريق العاصفة الغيوم المطر المظلم النافذة النور