يومآ ما سوف تجتمع الأرض و أهلها والسماء وأجرامها وكل ما حولك ضدك .. ستنسى أنك مخلوق بروح وجسد واسم وهوية تعرف بها, ستجتمع الذكريات السيئة كلها في مسرى واحد لتسد هربك السريع منها,, ستموت وتحيا و بعدها تموت ثم تجري سريعآ تتحسس أنفاسك لتجدها ما زالت تخرج بزفيرك وتعد إليك ثانية, ستلهث كالمجنون إلى المرآة تتفحص ملامحك لتجدها كما هي في نفس ألوان الكآبة, ستصرخ وتصرخ كثيرآ.. لا لشيء ! لكنك تريد أحدآ يسمع صراخك ويخرسك .. لكن لا أحد يجيبك سوى صدى جدران بيتك الفارغ من كل شيء عدا وحدتك,, ستبكي وتبكي وتسترجي الدمع لأن يزورك لكنه لا يأت !
ستمزق كل الدفاتر وتهجر كل الكتابات وتحطم كل الجمادات المتسمرة بصمت تشاهد جنونك باستمتاع وتسخر من حزنك الأحمق, ستبحث عن مهرب , وسيكن النوم أول كهف تلجأ إليه من شبح الواقع لكنه أيضآ سيأخذ حيزه في طابور الخاذلين لك..
ستبقى هكذا لوقت كثير و ستغدو أيامك منسية تحت أوراق رزنامة الحائط لا تعلم كم يوم مضى بنفس الثياب والهيئة !!
ستصرخ فجأة ملئ جوفك :كففففى !
لأنك اكتفيت من هذه الأشياء التي لا تجلب لك سوى الآه و أشباهها .
ستركل كل خيباتك بعرض الحائط ..و ستبصق في وجه كل الأشياء التافهة التي أوجعتك يومآ ..
و ستدرك فيما بعد أن كل ما كان فيك هو خذلان موجع, تجسد فيك حتى استيقظت من نوبته و أدركت حماقتك
ستسرح بعيدآ , وستصمت في مدار أبعد, ستتذكر وتغدو كل يوم تتذكر نفس حماقتك, ستسخر من نفسك وأحزانها التي مضت والتي لا ترجح شيئآ على كف ميزان الحياة, ستنسى … و تنسى وتنسى و ستتغير كثيرآ وستروي كل يوم أحداثك تلك على آذان الفرح الذي غدا اليوم أوفى رفاقك و أجملهم .
,,