استقبلته عند الباب بابتسامة تترجم ما يخالج قلبها من محبة وسرورٍ حين لقياه، وما يعتصرها من ألم حين يتجاهلها، لم ينتبه، وكالعادة لم يكلف نفسه عناء رفع وجنتيه أو عقف شفتيه ومبادلتها بابتسامة ولو مزيفة، تقدم مباشرة نحو غرفته، ألقى بمعطفه على الأرضية، تبعته سائلة هل يشكو أمراً، هزّ رأسه نافيا، أخذ حماما ساخنا وجلس أمام التلفاز على الأريكة، جلست بقربه معيدة محاولاتها لترد الفرح لقلبه وشيء من البسمة على محياه، دون جدوى، رنّ الهاتف …
أكمل القراءة »قصص قصيرة
في حضرة السادة الأشراف (1-2)
“مولاي صلي وسلم دائمًا أبدًا، على حبيبك خير الخلق كلهم”. ألحان وأناشيد تُسكر المريدين، فيطّوحون يمينًا ويسارًا بهزّ رؤوسهم كالبندول، وتخيم عليهم أدخنة السجائر وأبخرة الأطعمة المطهوة، وما كان مني في حينها سوى مراقبة كل ما يدور على الحصير الأخضر المفروش في أحد شوارع منطقة بشتيل بإمبابة، حتى ملأت معدتي بقطعة لحم ورحلت رفقة والدي وأخي. بهذا المشهد افتتح مالك حديثه لي حول ما رآه في حلقة ذكر لإحدى الطرق الصوفية وهو في الخامسة …
أكمل القراءة »قصة لا تعنيك ،،
الجزء الأول : في بيتنا قاتل ! “أنا اسمي شام ،، وقصتني تماما لا تعنيك ! الا أن الفضول الذي يعشش -يا عزيزي- في نفسك الهشة سيدفعك الى قراءة هذه القصة ،، وأنا سأكتب ! ولدت في أحد السنوات التي مرت على بيتنا عجافا ،، لم يكن لأمي الا يافا ،، اختي الكبيرة ،، كانت النقود لا تكفي الا لقليل من الطعام ، وعلى الرغم من ذلك الا أن أبي كان يحب أمي بطريقة كبيرة …
أكمل القراءة »يا صاحب الظل الطويل -1-
يا صاحب الظل الطويل قبل أن ابدأ , لتعلم أني رجوت الكتابة لأجلك ِ فحسب ، يا صاحب الظل الطويل اني اخترت سبيل ترجلت فيه وكل سبيل له فروض و تنازلات . فـ سبيلي كان سبي غليظ . يا صاحب الظل الطويل ، قسرت على هجرانك ..عام فارقتك فيه يساوي ألف عام من الوجع ، لا انكر ..كنت اتطوق لك الف مرة في كل دقيقة وفي كل مرة الف مرة ..كانت حروفي ترقص شوقاً في جوفي …
أكمل القراءة »كَبُرَت شَجَرَةُ الزَيتونِ
يَركُضُ بخطواتٍ متعَثّرة .. الكثيرُ من الخوفِ يَعُجّ بدمائهِ ، يَلفّهُ طَيفُ الأيامِ فيزيدُ الظلمةَ حُلكةً من حوله، يحاول أن يُسرِعَ أكثَر لعلّه يََهرُب منها ، لكنّ الذكريات من خَلفِهِ ترمي بِحبالها حَولَ عُنُقِه ، كلما أسرَعَ ضيّقَت قَبضَتها تَخنُقُهُ … لا أحدَ يَهرُبُ من نفسِه ! لا احدَ يسبِقُ الزّمان ! … كانَ يوماً عادياً كأي يومٍ عندما تشاجرا تَحتَ شَجَرةِ الزّيتونِ تلكَ الّتي حَفظَت جدالاتِهِم اللانهائية فصارَت رسماً على أوراقِها ، تعلو أصواتَهم .. …
أكمل القراءة »دقّات ساعة
هُناك وَجدّتُ قطعةً باتت تُوضح معالم الصورة التي أُركّبها مع الزمن.. هدوءٌ ودقّات ساعة! كَليْلةٍ هدأت بعد المطر.. هو.. يكتب رسالةً ويُطلق الى السماء البصر,, هي.. تمسح بإصبعها سطح النافذة وتتبع عُلوَّ الشجر,, وكلاهما ينظر للقمر.. بين زقاق المدينة غرفةٌ اشبه بالقبوْ, أحدهم فيها بين الكتب يعيش, غُبارها يتنفس, إضاءة خافتة بصوت كهرباء متقطع شكّلت خلفيةً متقنةً لروايةٍ يقرأها ؛ تدور احداثها في الزمن البعيد حيث صندوق الموسيقى العتيق.. “هناك قيل: حينما يجتمعا فجرٌ وباسم …
أكمل القراءة »إلى أين المُنتهى
*هدوء الليل و الضوء المخروطي الهابط من الأعمدة كالمسرح يُضيء رؤوس الأطفال الحالمين ،و تهادي أنوار البدر على سجناء هذه الأرض ،فجلنا من السجناء سواء خلف القضبان من حديد أو من الهوى أو…… ، جعلته في حالة من الهذيان أمام النافذة ،بالإضافة أن تلك الأنوار تتجاوز العيون الشاخصةَ فيها ،تغوص عميقاً في دواخله ،تَحملهُ راغباً على اللقاء كل يوم كأنهُ يصعد من نافذته من موطأ قدمه يقضي ليلهُ على سطحه. -من أين تتأتى المقدرة على …
أكمل القراءة »يآ مَنْ أرآكِ فِي كل آلوُجوه وَ لآ أرآكِ !!
دخلتْ رزآن آلقآعة آلتي تُعْقَدُ آلمحاضرة فيهآ وَ أخَذَتْ تبحث عن طاولةٍ تأويهآ .. عَلَى آلطآولة التي جلسَتْ عليهآ أمسْ رأتْ فتآة .. “هي نفسها التي جلستْ معي أمس ؛ لآ بأس .. بدتْ لطيفة ” … قآلتهآ باطِنِيَّاً و هي تضعُ حقيبتهآ على آلطآولة و تٌلْقِي آلسَّلآم . لَمْ تُبْدِ آلجآلسة أي آنزعآج من جلوس رزآن على آلطآولة معهآ ،، بل رحَّبَتْ بهآ =) ! ~~ منذُ أن غآدرتْ تيمآء ، صديقة رزآن الأقرب …
أكمل القراءة »كيف تبكي الآلة ؟
تَعجبُ من نفسها .. فهي لا تزال تشعر بالذل كلّما مرّ أحد وهي تمسح أرضية المطبخ ؛ فهذه ليست المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك، ولا تعتقد بأنّها ستكون الأخيرة !. لقد مسحت الأرض مئات المرات وكانت تتلقى الشتائم في بعضها ؛ لأنّ المدام تجد آثار أقدام على الأرض. لم تكن تجرؤ على إخبارها أنّ السيد ابنها هو من ترك تلك الآثار بعد ان انتهت تواً من تنظيف الأرض، وأن المدام دخلت قبل أن تتمكن …
أكمل القراءة »حالُنا
يداهما متشابكتان، وطريقهما واحدٌ و طويل، لا ينظران إلا إلى الأفق البعيد، ويعدان بعضهما بصمت أن يتجاوزاه معا، كانا أخوين، لكنّ الدم وحده لا يكفي في بعض الأحيان، في بعض الأحيان .. لا نعود نعلم ما يكفي، أو إن كان هناك شيءٌ يَكفي أصلا .. ولأن الغدر لا يعترف بمكان أو زمان خرج لهما من تحت قدميهما على شكل يدين زرقاوين انقضتا سريعا لتُمسكا الأخ الأصغر، حاول الصغيرُ التملص باستماته لكن تلك الزرقة الخبيثة ازدادت …
أكمل القراءة »