خواطر

حدثتني فقالت كفّي عن انتقادِ الإسلامِ و المسلمين !  و مقارنته بغربٍ كفّار  !  مهما كانوا و مهما كنّا يكفينا انّا مسلمون ! ألستِ مسلمةً مثلنا ! – و ماذا يهمني ان كنتِ تحملين اللاسلام اسماً و ليس ديناً أو عقيدة ! تلك يا عزيزتي ليست انتقادات للاسلامِ بل  انتقاداتٌ لسلوكِ بعض المسلمين ! بل حاشاهُ و حاشاهُ و حاشاه و انّه لدينُ عظيم ~ دينُ ربّ العالمين , و كل نظامٍ غربي مهما كان …

كثيرًا ما يحدث..أن يُبنى أمرٌ على خطأ..بقصدٍ أو دون قصد..يُودي بنا إلى فرحٍ عميق..حتّى ننساه وتنساه مُخيّلاتنا..ليأتي اليوم الموعود..ودون ذنبٍ مقصود..تهبُّ رياحٌ خبيثة..وترمي بكلّ العهود..تُشقّق جُدران الفرح..وتصبُّ سِهام العذاب..وتغيّر نغمة الأمس، ونغمة اليوم، ولحن الغدِ القادم..فتعود دمعة العين سكناها..وتهجرنا فرحة القلب..من دون قصد.. من دون قصد.. من دون قصد…

  يبدو أَننا اعتَدنا حَدّ المَلل …. يَبهت لونُ الحياةِ في حضرةِ المَلل …. تَغلِبنا المسافات حينما تحطّ بنا دوامةُ الأحداثِ في بيداء الحقيقة … تجفّ قلوبنا في جَبَروتِ الأمل المشتعل … فينطفيءُ شعاعه في ليلٍ سرمديٍ ..ليتركَ قلوبنا عاجزةً و يَنجلي .. عاجزةً حتّى عن اليأس … ألا زالت قلوباً و قد هَجَرتها الحياةُ و كفّنها اللّيل ؟! .. ففي الأمل خيبة أملٍ أحياناً .. تترك قلوبنا خاويةً.. تَلفِظُ روحُها أنفاساً مزيفةً … عنفوانُها …

حيرةٌ تصفحُني..تُعانِدُ قوّتي..تلهو بمُعتقداتي..تُحرقُ أحلام الطُّفولة..تبعثِرُ رُؤى المُستقبل..تجحَضُ كُلَّ أملٍ..تُعمِي كُلَّ شُعاعِ نور..تُكَدّس الآلام في صدري..آَلت أيّامي خراب..تركت أحلامي ضياع..فقأت حياتي أَلَم !تردُّد .. جُمود .. تقلُّب .. عِناد .. حيرة .. واسوداد !في مكاني رَزَعتني..هَدَرَت كُلَّ حِسِّ نَفَسٍ..حتّى سَرَقَت تنَهُّداتي..سألتها حاجتها..فرَّنَّ منها ضجيجُ السّكون..بعثر عظام الصّمت..وبكى ..!!!اتّهمتني بالكآبة..اتّهمتني بالغرور..أنت مَن آلمتني.. أنتَ مَن أرهقتني..فانقلب السّحرُ على السّاحر..طال الحديث..واحلولقت العيون..زادَ العتاب..كُلٌّ منّا يُرمي بلومه على الآخر..الكل بريء .. الكل مظلوم..فما من نهاية تُذكَر..وما مِن راحةٍ …

غصّةٌ في القلب..ليس لها داعٍ،،تأتي من غير موعِد،،وتلقي بظلال خيبتها على يومي،،تبعثر أحلامي،،تُناثِرُ إحساساً بالقلب السويّ،،تُجهض لي أحلاماً..وتغرسُ بدلاً منها آلاماً،،تترك في الرّوح علّة..ثمّ تذهب..فإذا ما نسيت مُرّها عادت،،نغّصت حياتي من جديد،،تركت بسمتي كآبة،،وزرعت فرحتي غماً..من يوم ولادتي ذاك حالها..ذهبت و ولّت.. ثمّ ذهبت و ولّت …

سهم يخترقني..يصب في أعماقي أعتى أنواع العذاب،،يحقن دقّات قلبي أحياناً بمسحوق الأسى،ويعود يُذيقني ترياق الحياة..ويمزّق..يمزّق كل ذكرى،يمزّق كل فرحة،يمزّق كل بسمة،ويعود بريئاً بعينين كعينيّ طفلٍ..مُحمرُّ الوجه هو،،كفّاه أبيضان،،قلبه كقطعةٍ من ثلج،،نعم هو ذاته، هو ما زال هو ..لكنّ ما خلف براءة العيون شرٌّ حقودٌ دفين،،لكنّ احمرار الوجه ليس سوى احمرارٌ للضمير،،وما وراء ابيضاض الكفّين عذابٌ أليم،،وبداخل قطعة الثلج ظلامٌ دامس، يحوي ظلام الليل في جزءٍ منه، وحقد العالم في أجزاءٍ أخرى..رفيقٌ هو لي،،وأشهد بوفائك لي …

كم أعشقهم،أولئك، من ظاهرهم كباطنهم،كم أعشقهم،من ما زالو يحافظون على ضمائرهم،كم أعشقهم،مَن مكرُ الحياةِ لم يُلوّثهُم،كم أعشقهم،مَن زرعو فينا الحياة،فقط ببسمتهم،كم وكم أعشقكم،يا مَن أزالو الضّباب،أصلحو الخراب،وفاقو السّحاب،أحبكم، أعشقكم، يا مَن أدهشتني روعتكم .. 🙂

على رصيف الحياة..تتناثر الكلمات، تتعالى الصّيحات،وتتفجّر عيونٌ بالبُكاء ! على رصيف الحياة..تمرّ أيام، تلوَ أيّام،وتنعُم أفواهٌ بابتسامات!على رصيف الحياة..يُناضل الخير ليهزم الشّر،تتقاسُم الحياة ضُلوعنا، تتشارك قلوبنا،وتملأ بالحبّ أياماً، وبالشّوكِ ليالٍ..على رصيف الحياة..فأين أنتِ منّي؟وأينَ أنا فيكِ يا حياة؟؟

  كيف للخيانة أن تطرق باب الدهشة ، في احدى حجرات كياننا العاجز .. و قد رسمت بقبضتها الباطشة جدران حياتنا الأربعة؟! …..كبّلتنا في قعر بئر الوهم …. نغرق في غياهب الظلام….. نتخبّط بين لوحاتها الملونة ، بألوان ….السلام…. الحرية…. الحياة !! ……… و نعيش على قيد موت مقنّع …. انتحل شخصية الحياة . باحدى يديه يشير الينا الكون بأصابع الاتهام، فيوقعنا في بحر الجريمة………و بالاخرى يمدنا بأطواق النجاة…. كيف يكون لممثلٍ ….دورين في مسرحيةٍ …

مهما عصر الحزن قلوبنا..مهما عاكست الريح أشرعتنا..توقّفت أمانينا، تكسّرت طُموحاتنا..رُؤانا تبدّلت.. أرواحنا اختلفت..نفوسنا ملّت و رتبت..ليالينا بالسّواد حلكت..الأمل منّا تلاشى، وضاع التّفاؤل..هبطت بنا دُنيانا..ضاقت بنا عَبراتنا..والكون من حولنا تضيّق..الرّؤية في ضباب..السُّكنى في خراب..قلوبنا بلا مأوى..عُقولنا صُرِعَت..وظنّنا أنّها النّهاية..نعودُ ونقرأ..“ادعوني استجب لكم” ..“ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” ..فنرى أبواب النّهاية، تحوّلت بدايات..وحلكُ اللّيل شُعاع نور..ونعودُ بأنفاسٍ جديدةٍ..لكِ يا حياة ..