تُسابق ضوء الشّمس كل صباح لتجلس هناك، تتكئ على عتبة متجر اللّحوم، مرتديّة ثوبها المعتاد، ملتفحةً شالاً أبيض مطرّز. جاءت بأكياس المفتول لتبيعها وتطلب قوت يومها، وتحمل في عينيها حزناً يبدو أزلياً! هي تنتظر، وربما الحزن قرين الانتظار، أتنتظر الزبائن؟ كلا، بل حدثتني مقلتاها بغير ذلك، قالت إنها تشتاق القدس، وتنتظر العودة إليها كلّ يوم ! تنتظر سجدةً في رحاب الأقصى المحررّ وغفوةً في أفياء زيتونه، وتنتظر رؤية القبّة المذّهبة وقد تحلّقت فوقها طيور …