لا أعرف، لكن، ومنذ طفولتي، كنت أتخيل بأن الله له وجه مثلنا. وجه حزين ومبتهج في الوقت ذاته، بملامح تبدو عليها صفة الخيبة والشعور بالأسف والخذلان الذي تستقبله بشكل يومي ومع ذلك تعود وتبتسم ابتسامة تؤمن بأن الطريق لم ينتهي وأن في نهايته شيء خفي، لا نراه – نحن المتطلعون إلى الجهة المعاكسة دوماً – يتوهج ثم يعود ويختفي. أمي حين كنت أقوم بأي عمل سيء – كأن أسرق راتب والدي الشهري كله لأشتري طباشيراً …
حنين أبو ديّة
أغسطس, 2014
-
8 أغسطس
“فانهضي في غيابي واتبعيني إلى الكروم”
كالذين لا يتحملون السير في طريق طويل وضيق ويتذمرون مما لا يستطيعون حمله أو تحمله، يسيرون وآذانهم خلف أعينهم، يغلقون الباب عليها حتى لا يسمعون أي شيء ولا يعرفون متى يتفقد الليل رعيته وهو ينادي عليهم ويظللهم تحت عباءته ويخبئهم من رؤية الأشياء الواضحة ويبعدها عنهم.كالذين لا ينامون أبداً، الراقصون على موسيقى النهار، يداعبون الشمس حيناً ويستلقون تحت نعيمها أحيان، يتغنون بقدرتهم على الحياة وعلى الجلوس في أماكن لا ترد التائهين عن أوطانهم ولا تذكرهم …
-
1 أغسطس
بمهارة الحرب
بمهارة الحربأستطيع تصويب عيني..-وبذراع ناقصة وقلب ضعيف-سأحمل ضعف كتفي إليكوستعرف أنني هناغابة من الأصدقاءمن الموتى والأحياءمن العائدين إلى سلامهم مثل طلقة أخيرةمن المغمضين أعينهم مثل حلم أكيدبمهارة الحرب أستطيع تصويب عيني بجدارة الذراع الوحيدة الباقية بجدارة صمتها الذي لا يقول لكنه -وكأي نبضة في جدار- ينصت لنا بمهارة الحرب يا صديقي أستطيع تصويب عيني لأجل كل “أنا هنا” لأجل كل “أنا قريب”
-
1 أغسطس
أريد ..
.. أريد أن اكون شيئاً صغيراً، كـ دودة مثلاً يُدحرجني الهواء في طريقهم، فلا يروني يدوسوني بإهمال، بغضب، بعنف أو يتركوني لبرد الطريق لغول الغابة أو لكهلاً رماه الليل نحو حضن الرصيف. .. أريد من الموت وسادتي، قطنية/ هزيلة أخبئها خلف الحُلم، وفي آخر ميلاد له، ألبس سفري المُفاجئ وأنام .. أريد وكراً وفياً، لا يُعيق حركتي حين أنتهي لا يُسابق الضوء على حكايتي، ويفوز لا يغرّد في شجن الليل، ولا يُغنّي للطيور .. أريد …
يوليو, 2014
-
21 يوليو
أنا مش مخلوقة لطيفة
صعب كتير أكون بنت بالصورة الي بدكم إياها, أسهر طول الليل بزبط بشعري وبحط مناكير, بمضي ليالي كتيرة بمعدة فاضية ليصغر خصري, كل مصروفي بيروح لكريمات الوجه والفاونديشن والعطر, وبين المحاضرة والمحاضرة لازم أمر على التواليت لأزبط الأيلينر لإنه بيضله يخرب, ولازم تضل ريحتي حلوة, لازم أكون بنت – ناعمة -. طيب ما هو أنا انسان مش لعبة باربي أو قزازة عطر مرصعة بالدهب, ما ضروري أضلني ماشية على نظرتك المعتادة للمخلوقة اللطيفة إلي …
-
12 يوليو
الفجأة
لأنني رفضت أن أكون مع الفجأة التي خطرت في بال العالم دون سابق إنذار, الفجأة التي استحالت إلى بلدة محتلة معذبة وغارقة في مشهد متكرر من الأنظار التي تتابع سير ظلامها دون أن تفكر في إغلاقهما احتراماً لذلك. لأنني رفضت أن أنضم إليهم، أغلقت جهازي ومتابعة الأخبار وفضلت متابعة سير حلم ألبير في روايته، تابعت لامبالاته التي تتحول مع الزمن إلى عبثية مقيتة لا تعترف بجدوى الحياة دون أن ترى نقصاً في ذلك, ذهبت إلى …
-
9 يوليو
على الطريق
على الطريق كلامٌ يُلتَقطْ يكوّن من تفاصيلنا لوحة ينظف لنا المقاعد يزرع حولنا العالم يحرك المارة نحونا ويرسم خلفنا بستان – على الطريق فراشات ملونة سوّدتها المزارع شوهتها الحقول فسارت كما الخطوط البيضاء تدور الميادين تلفّ الحواري تدق قلوب الصبايا وترفرف بدفء – على الطريق ليل حزين حزين لأنه أسود في الوقت الذي كان عليه أن يكون قمراً في الدقيقة الحاضرة في اللحظة التي لا تنتظر أحد ولا تلمع من أجلها النجوم – على الطريق …
يونيو, 2014
-
16 يونيو
عن أقزامٍ تعبث برأسي
لا أعرف كل شيء مهيء ألا تكون فيه و تتخلى عنه تماماً, كل شيء يترك لك صدى في مكان أن القادم سيكون أشد لا محالة, كل اشارات السماء تخبرك أنها لا تكترث بأمر أرضك المجدبة, طالما تجرعنا الملح, من قال أن جرعتين سكر على مدى عمر بأكلمه قادرة ان تنسيك كيف كنت تشتم الملح حتى ألفته ؟ صدقني أنا لستُ أدري إلى أين أمضي, غير أني أدرك جيداً الزاوية التي أتخذها لذاتي بعيداً جداً حد …
-
15 يونيو
تريد أن تصبح كاتباً؟
إذا لم تخرج منفجرةً منك، برغم كل شيء فلا تفعلها. إذا لم تخرج منك دون سؤال، من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك فلا تفعلها. إذا كان عليك أن تجلس لساعات محدقاً في شاشة الكمبيوتر أو منحنياً فوق الآلة الكاتبة باحثاً عن الكلمات، فلا تفعلها. إذا كنت تفعلها للمال أو الشهرة، فلا تفعلها. إذا كنت تفعلها لأنك تريد نساءً فلا.. تفعلها. إذا كان عليك الجلوس هناك وإعادة كتابتها مرة بعد أخرى، فلا تفعلها. إذا …
-
12 يونيو
كيف تحيلنا – أحبك – كتلة دمع لجلالها؟
في العمر لحظة وحيدة صادقة تختفي تحتها كل هرم الحياة, لحظة بإمكان البياض أن يستحيل لنافذة سماوية تطل منها أنوار الربّ علينا بعدما أخذ طويلاً أدواره في التعب و الحداد. كلحظة مضيئة تظل كل ما قبلها من ظلال, ككل ظلال كان يستحق أن نخطو عليه مرة و نستقبله منكسر على أحداقنا آخرى, كان على كل العاشقين قبل أن يفترقا أن يسبقوا خطوتهم تلك بلقاء, كما يحضر المبتهل ليلتة إلى ربه على سجادة هرمت بدمع وصله. …