كأيّ من البشر أهوَى بَياضِ الغمام إنْ تَلوّنت خلفه السّماء الأولى بزُرقةٍ صافية ،،
تُطربني ترانيمُ أطيارٍ استوطَنتْ الأفق ، تأتِي بالفَرح هِيَ لتَقذِفه فِي قُلوبنا دُونَ أن نَدري !
لا نَحنُ طَلبناها الفَرحَ ، ولا هِي سألتنا حِين جَلبته !
تُرى أتدري الطّيورُ بحاجَتنا للفرح لتَحملهُ فِي حُنجرتِها إلينَا كُلَّ صَباح !
أتَدري هِيَ بأولَئك الّذين أُحيلَت بلادُهم قفاراً !
أتَزورهم لِتُلقيَ عَليهم بعضاً مما جَلبت !
أتُعجبُها سَماؤهم المُشبَعةُ وَجعاً !
أتَروقُها غمامُهم إذْ لَبست ثوبَ الحِداد !!
الأرضُ تَبكي حُرقَة ً إذْ تَرى فِي وَجهها دِماءً ودَمار !
الأرضُ تَشعرُ حِينَ تَدمعُ طِفلة ً ، ذُلاً وعار !
الحُلم أضحَى هَاهُنا ، سِلماً ، أماناً ، موطناً بلا حَرب أو قتال !
قَدْ كَان يَوماً حُلمنا فوقَ النّجوم العَالياتِ مَكانه ، قَد خَاط مِن تِلك السّماءِ ثِيابه ، وتلفّع الأمل المرسّخَ بَينَ أضلعنا !
والآن مَا عَاد إلا أربعَة أحرفٍ ونِيف ، مَا عَاد الحُلم إلّا ( حُلماً بأنْ يَحلّ ” السّلام ” ) !